.png "mou7tawa")
فيلم ( In time )
انه فيلم ذو قصة غريبة وأحداث تكاد تكون قليلة لكنها معبرة و تحمل رسالة عبقرية ومفزعة و أيضا واقعية إلى حد الذعر في آن واحد!
قصة الفيلم تدور حول أن العمر الحقيقي للإنسان مُسجل على ذراعه الأيسر و ذلك بالنسبة لكل الأبطال ولجميع المشاركين بالفيلم، حيث حرص المخرج على أن يرينا الوقت بالثواني والدقائق والساعات كيف تستنفذ من عمرك ..
والمرعب في فكرة الفيلم استعمال الشخصيات للعمر في التعاملات المادية بدل استعمال المال!
بمعنى آخر أنهم عند حصولهم على متطلباتهم الحياتية اليومية يقومون بالسداد عن طريق الوقت المتبقي من عمرهم الموجود على ذراعهم لا عن طريق الأموال ....
فمثلاً ، الشخص الذي يحتاج شراء أي شيئ يجب عليه أن يستغني عن ٣٠ دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل أن يحصل على هذا الشيء، أو لو رغب أحدهم في إستعمال المواصلات فيجب أن يفرغ من ساعة اليد المسجل فيها عمره من أجل إيصال للمكان الذي يريده، حيث لا يوجد أي تعامل بالنقود... التعاملات تكون بالعمر فقط لا غير.
و في شيء من الواقعية يشبه واقع الحياة تماما، أضاف المؤلف المبدع، أن هذه الساعة الرقمية الخاصة بالعمر على الدراع يوجد فيها طبقية فيوجد فقراء العمر و أغنياء العمر.
أذ أنه هناك أشخاص لديهم عمر زمني أكثر من 100سنة لدرجة أنه منهم من يملكون عمرا يؤهلهم للخلود، و أشخاص آخرون يعيشون اليوم بيومه و بمجرد ما ينتهي وقتهم يموتون.
في أحد المشاهد المؤثرة، يظهر البطل وهو ينتظر أمهُ المسنة في المحطة ليمنحها من عمر ذراعه بعض الساعات والأيام كي يساعدها قبل أن تموت فقد بقيّ من عمرها ساعة ونصف فقط، وبطارية العمر لديها ستنتهي و ستموت المسكينة بشكل تلقائي.
عندما استقلت الام الباص في مكان آخر قاصدة إبنها، قال لها السائق :"سيدتي الإيجار يعادل استهلاك ساعتين من عمرك، ولا تملكين سوى ساعة ونصف فقط"، نظرت الأم المسكينة للناس حولها نظرة حيرة ورجاء راغبة في مساعدتهم، فلم يكترث أحد منهم لحالها ولم يمنحها أحد ولو دقائق قليلة من عمره ليساعدها.
نزلت الأم المسكينة في مكان بعيد عن موقع إبنها وبدأت الجري مسرعة لمقابلته و هو الذي قرر أن يهبها عشر سنوات من رصيد عمره المسجل على ذراعه حبا لها.
من بعيد شاهدا بعضهما البعض، و هّما بالركض مسرعين باتجاه بعضهما والدقائق تعد والثواني تجري و بمجرد أن وصلا لبعضهما وحضنت الأم إبنها وقعت حينها وماتت لاستنفاذها آخر ثانية من عمرها.
المشهد الأكثر إيلاما في الفيلم كله هو نظرة السيدة للناس في الباص وهم يتجاهلون حيرتها و نجدتها، بالمقابل كان من ممكن لأي شخص أن يمنحها دقائق من عمره تساعدها للحصول على عشر سنوات اضافيه على حساب إبنها المضحي.
لكن في الواقع لا أحد يستطيع أن يمنحك العمر ..
فيلم In time أوصل رسالة عظيمة مفادها :
مهما صنعت في حياتك من حسنات أو سيئات، من شرور أو خيرات لبني البشر عندما تقع أو تفشل أو تمر بأزمة ما، لن تجد أحد بجانبك، لن يساعدك أحد، ولن تجد إنسانًا ليمنحك لحظة من عمره تسترجع فيها نفسك وقدراتك لمحاولة النجاح، لن تجد من يضحي ويمنحك دقائق من عمره بهدف أن تتخطى أزمتك وتتعافى .
فقط شخصان، سيكونان على أتم الإستعداد لإستنفاذ بطارية عمرهم من أجل أن تعيش أنت وتحقق أحلامك فقط " أمك وأبوك ".
هما الوحيدان المستعدان لمنحك دقائق وساعات لأنهم يعتبرونك الأحق بكل دقيقة من حياتهم، إنها الفطرة والمحبة المنقوله بطريقة بالدم .